البطريركية هي نظام اجتماعي به يتولى الرجال مناصب السلطة المركزية في مجالات مثل الأسرة والسياسة والاقتصاد والثقافة، ويعتبرون المهيمنون مقارنة بالنساء. يُشكّل هذا النظام العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين الجنسين، حيث يعطي الأولوية للرجال ويحد من وصول النساء إلى الموارد والفرص والنفوذ.
النظام الأبوي على المستوى الشخصي، الأسري، والمجتمعي
النظام الأبوي يخلق توقعات جندرية تحد من حرية الأفراد، مثل الضغط على النساء للتركيز على المظهر الخارجي والضغط على الرجال لقمع مشاعرهم. على المستوى الأسري يفرض النظام الأبوي تقسيمًا جندريًا غير متكافئ، حيث تُعتبر النساء مسؤولات عن الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، بينما يُنظر إلى الرجال كمُعيلين رئيسيين. يؤدي هذا إلى عدم المساواة وغالبًا إلى العنف القائم على الجندر.
على المستوى المجتمعي، يمنع النظام الأبوي النساء من الوصول إلى مواقع القيادة، ومن تقبل أفكارهن. كما تُرسخ أنماطًا سلوكية تعتبر النساء أقل أهلية وأقل قدرة على القيادة مقارنة بالرجال.
النظام الأبوي على المستوى الاجتماعي، الاقتصادي، والوطني
النظام الأبوي حاضر في الإعلام الذي يُظهر الرجال غالبًا كشخصيات مهيمنة والنساء كأجسام جنسية أو كشخصيات ثانوية. من ناحية اقتصادية، يتجلى في فجوات الأجور، وتفضيل الرجال للمناصب العليا، وغياب الدعم المتساوي للنساء مثل إجازات الأمومة والأبوة.
على المستوى الوطني، يحد النظام الأبوي من تمثيل النساء في مواقع صنع القرار، ويقلل من مشاركتهن في الحكومات والجيش والسياسة. هذه الأنظمة تُحافظ على هيمنة الرجال وتُضعف تأثير النساء في المجتمع.
الأثمان التي يدفعها الرجال في النظام الأبوي
رغم المزايا التي يقدمها النظام للرجال، إلا أنه يفرض عليهم أعباء ثقيلة. التوقعات بتحمل الضغوط الاقتصادية والنفسية تؤدي إلى الاكتئاب والعزلة والإرهاق. القاعدة المترسخة بالامتناع عن طلب المساعدة العاطفية أو الطبية يُضر بصحتهم. المنافسة الزائدة بين الرجال تخلق عزلة وصعوبة في العلاقات الشخصية.
- الحروب والعنف
النظام الأبوي يحرص على ترسيخ صورة الرجال كمحاربين، مما يعرضهم لأخطار مقل الموت والإصابات والصدمة النفسية. العنف في إطار الجريمة أو النزاعات الذكورية ينبع من معايير تُقدّس القوة، مما يزيد من معدل الرجال كضحايا أو كمشاركين في أعمال العنف.
- حوادث السير
السلوكيات الخطرة مثل القيادة المتهورة أو التنافسية شائعة أكثر بين الرجال صغيري السن بسبب الأعراف التي تعزز السيطرة والقوة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات حوادث السير المميتة.
- الصحة وأمراض القلب
الضغوط الاجتماعية المرتبطة بالجندر، مثل الحاجة للنجاح الاقتصادي، تؤدي إلى أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والإرهاق. الامتناع عن طلب العلاج الطبي يُؤخر التشخيص المبكر، مما يزيد من خطر الأمراض المزمنة والخطيرة.
