النسوية الفلسطينية [פמיניזם פלסטיני]

פמיניזם ומגדר العربي

النسوية الفلسطينية هي حركة اجتماعية-سياسية فريدة تجمع بين النضال الوطني والجندري والاجتماعي في سياق الاحتلال، القمع والهوية الجماعية. على عكس النسوية الغربية الكلاسيكية، تتميز الحركة النسوية الفلسطينية بتقاطع معقد من النضالات – الوطنية، السياسية، الطبقية والجنسانية – في مواجهة ثلاث دوائر قمعية رئيسية: الاحتلال الإسرائيلي، الهيكل الأبوي التقليدي والقيود الاقتصادية-الاجتماعية.
بدأت النسوية الفلسطينية بالتشكل في بداية القرن العشرين، عندما شاركت النساء الفلسطينيات في النضال الوطني مع زيادة الوعي إلى الحاجة للتغيير الاجتماعي الداخلي.
شخصيات محورية مثل حنان عشراوي، عايدة توما سليمان، روضة مرقص, الدكتورة منار حسن وأخريات قمن بالتأثير على االحركة النسوية الفلسطينية من خلال نشاط سياسي، تعليمي وجماعي سعى لتمكين النساء الفلسطينيات. هؤلاء النساء عملن في النضال الوطني وقاموا بقيادة تغييرات داخل المجتمع الفلسطيني بشأن وضع المرأة وحقوقها.
منظمات مثل المجلس الفلسطيني للنساء العاملات (PWW) تموضعن في الساحة السياسية والاجتماعية وقادت نضالات من أجل حقوق النساء في العمل وفي الساحة العامة. من جهة أخرى، تعمل منظمات مثل "السوار" و"كيان" داخل المجتمع الفلسطيني-الإسرائيلي وتعزز النضال النسوي، متحديةً الهياكل الأبوية داخل المجتمع الفلسطيني وفي المجتمع العربي الإسرائيلي.
في عام 2019، وفي أعقاب زيادة حالات قتل النساء في المجتمع الفلسطيني، تم إنشاء حركة "طالعـات"، وهي حركة نسوية راديكالية تستخدم المنصة الرقمية وتمثل جيلًا جديدًا من النشاط النسائي الفلسطيني. هذه الحركة تقدم منظورًا جديداً وتنتقد التسلسلات الهرمية القديمة للنضالات، وتدعي أن النضالات الوطنية والجنسانية ليست مفصولة. التحرر من الاحتلال، من الأبوة ومن القمع الطبقي، وفقًا لرؤية الحركة، هي نضالات متقاطعه ويجب رؤيتها على هذا النحو.
تتميز النسوية الفلسطينية في قدرتها على الجمع بين النضال من أجل التحرير الوطني والنضال النسوي داخل المجتمع وهي ترفض التصورات الغربية التي ترى النساء الفلسطينيات ضحايا سلبيات، وبدلاً من ذلك تبرز وكالة النساء، صمودهن وقدرتهن على المقاومة. النسوية الفلسطينية، كما يظهر من الأبحاث، ليست مجرد حركة سياسية، بل هي ممارسة للمقاومة اليومية. النساء الفلسطينيات يخلقن مقاومة من خلال الجسم، الذاكرة، اللغة والثقافة، مع الحفاظ على هوية وطنية وقومية مميزة.
في الختام، النسوية الفلسطينية لا تمثل صوتًا واحدًا، بل مساحة تضم أصواتًا مختلفة: علمانية، دينية، تقليدية وانتقادية. هذا الحوار يتحدى ليس فقط الخطاب الاستعماري الغربي، بل أيضًا الهياكل الأبوية الداخلية الفلسطينية، مما يخلق مساحة مقاومة متعددة الأبعاد.

קישורים

מונחים נוספים

חיפוש