الميسوجينية، وهي كلمة يونانية تعني كراهية النساء، تعبر عن التحيز الجنسي الذي ينسب للمرأة صفات دونية مقارنة بالرجل. تتجلى كراهية النساء بطرق متعددة، بدءاً من المواقف المزدرية تجاه النساء وقدراتهن على القيام بمهام تعتبر "ذكورية" (مثل قيادة حزب، إدارة فريق، أو قيادة مفاوضات)، وصولاً إلى التحرش الجنسي، العنف، وحتى الإرهاب الجندري، وهو العنف الموجه بشكل حصري ضد النساء اللواتي يتم تصويرهن على أنهن دونيات وضعيفات.
قد تتفاقم الميسوجينية نتيجة التمييز الجنسي؛ حيث أن الفكرة القائلة بأن المرأة أدنى من الرجل تؤدي إلى تجريدها من الإنسانية. بمعنى آخر، يُنظر إلى النساء على أنهن غير مساويات للرجال، ولا يستحقن حقوقاً متساوية، ويتم تصويرهن على أنهن يفتقرن إلى الصفات التي يتمتع بها الرجال. بناءً على هذا التصور، تصبح النساء أهدافاً لممارسات عنيفة مثل الذل، الإهانة، التأديب، والإقصاء من عمليات اتخاذ القرارات سواء في المنزل أو في مكان العمل. يُستخدم العنف الجسدي، الجنسي، الاقتصادي، أو العاطفي ضد النساء فقط لكونهن نساء.
تصورات متحيزة جنسياً تعتبر المرأة كائناً جنسياً يمكن التحرش به أو التعامل معه كأداة، وتفترض أن الهدف الرئيسي للمرأة في الحياة هو الإنجاب، تربية الأطفال، رعاية المنزل، تنظيفه، الطبخ، وأن تكون زوجة.
كما يمكن أن تتجلى الميسوجينية وكراهية النساء من خلال اعتداءات صغيرة ومتكررة. على سبيل المثال، الإصرار على تقديم المساعدة للمرأة عند ركن السيارة بناءً على الافتراض بأنها سائقة سيئة مقارنة بالرجال. مثال آخر على هذه الاعتداءات الصغيرة التي تنبع من التحيز الجنسي هو التعليقات على مظهر المرأة أو وزنها. وهكذا، فإن الميسوجينية وكراهية النساء غالباً ما تكون غير ظاهرة بوضوح، بل تتواجد في الأعماق وتُغلف بمظاهر سطحية. على سبيل المثال، التعامل مع جسد المرأة أو الدورة الشهرية على أنها أمور قذرة يجب إخفاؤها، أو التعامل مع شعر الجسد كشيء غير مقبول، وهذه الأمثلة تعكس جذوراً عميقة لكراهية النساء في المجتمع.