الطب الجندري هو فرع من العلوم الطبية يركز على تطوير أدوات تشخيص وعلاج مصممة لتناسب جنس وجندر المتعالج/ة بشكل أمثل. نشأ الطب الجندري كمجال بحثي وممارسة في العقود الأخيرة استناداً إلى الفهم بأن الفروق الفيزيولوجية بين الرجال والنساء تؤثر على كيفية ظهورالأمراض وعلى اختلاف تأثير الأدوية بين الجنسين. حتى التسعينيات من القرن العشرين، كانت غالبية الأبحاث الطبية تُجرى على الرجال، خصوصاً الرجال البيض، ورغم ذلك كانت نتائج هذه الأبحاث تُطبَّق على الرجال والنساء على حد سواء. نتيجة لذلك، عانت النساء من نقص في تشخيص حالات طبية معينة، ومن علاجات غير متناسبة مع فيزيولوجيتهن الخاصة.
أحد أبرز الأمثلة على أهمية الطب الجندري هو نوبات القلب لدى النساء؛ فالأعراض التقليدية المعروفة للنوبات القلبية تشمل ألماً ضاغطاً في منطقة الصدر يمتد إلى الذراع اليسرى، وهي أعراض وُثقت بشكل أساسي عند الرجال. بينما تعاني النساء غالباً من أعراض أخرى مختلفة مثل الشعور بالغثيان أو الإرهاق. ونتيجة لذلك، لم يتم تشخيص العديد من النساء بشكل صحيح عند ظهور هذه الأعراض، مما أدى إلى عدم تلقيهن العلاج المناسب.
من المهم الإشارة إلى أن تجاهل الفروق بين الجنسين لا يضر النساء فقط؛ بل إن الرجال أيضاً يعانون من نقص في التشخيص لأمراض مثل هشاشة العظام وسرطان الثدي، وهما مرضان يُعتبران أكثر شيوعاً بين النساء.