مصطلح "الشخصي سياسي" ('The Personal is Political' – "أو بعبارة أخرى "الخاصّ سياسيّ) هو مبدأ أساسي في الموجة الثانية من الحركة النسوية، وهو يفترض بأن التجارب الشخصية للنساء مرتبطة بشكل وثيق بالبُنى السياسية والاجتماعية الأوسع (والتي لها امتدادات تاريخية واقتصادية). يُركز المصطلح على فهم أن حياة النساء الشخصية، مثل تجاربهن داخل الأسرة والعمل والعلاقات العاطفية أو في تربية الأطفال، ليست منفصلة عن السياسة وعلاقات القوة في المجتمع، بل تُعبر عن تأثير النظام الأبوي على حياتهن.
من خلال هذا المبدأ، توضح النسويات أن القضايا التي كانت تُعتبر سابقًا خاصة وشخصية – مثل العنف الأسري، التمييز في العمل، أو توزيع المهام المنزلية – هي في الواقع قضايا سياسية يجب النضال من أجلها في الساحة العامة. وقد أتاح الاعتراف بهذا المصطلح فتح الباب أمام النضال الذي يهدف إلى تغيير المؤسسات والأعراف الاجتماعية لأجل تحسين ظروف حياة النساء وتعزيز المساواة الجندرية.
صيغ المصطلح في الستينيات من القرن العشرين على يد كارول هانيش التي كتبت مقالًا حول الموضوع. واكتسب المصطلح شهرة كبيرة ولا يزال يُستخدم حتى اليوم. ساعد المصطلح الحركة النسوية في إظهار أن عدم المساواة بين النساء والرجال ليس أمرًا عشوائيًا ولا مجرد نتيجة لظروف شخصية، بل هو نتاج بُنى راسخة في الثقافة والمجتمع.
الفكرة الكامنة من وراء المصطلح هي أن كل تجربة شخصية – خاصة تلك المبنية على علاقات القوة والقمع – يمكن أن تكون أداة للتغيير الاجتماعي والسياسي. عندما تقوم النساء بمشاركة تجاربهن الشخصية يُدركن أنهن لسن وحدهن، وأن هناك أنماطًا متكررة تشير إلى مشكلات نظامية. وبهذا الشكل يُستخدم مفهوم "الشخصي سياسي" كدعوة للعمل الجماعي، حيث تتحول النضالات الفردية إلى نضالات عامة تهدف إلى تحقيق تغيير شامل في النظام.