الإرهاب الجندري هو أداة سيطرة أبوية تهدف إلى المحافظة على قمع النساء وأفراد مجتمع الميم والكثير من الفئات المهمشة جندريًا وذلك من خلال العنف، التخويف، والقمع الممنهج. هذا تعبيرعن نظام اجتماعي يضع الرجال وهياكل القوة الذكورية في المركز، ويستخدم العنف كوسيلة للسيطرة والعقاب على كل من ينحرف عن المعايير القمعية.
من أبرز الأمثلة على ذلك قتل النساء، والذي يُعتبر في الواقع تنفيذًا لحكم بالإعدام ضد النساء لمجرد سعيهن لحياة مستقلة؛ وأيضاً الاغتصاب كأداة حرب، الذي يُمارَس ضد النساء كفعل للإذلال الجماعي للمجتمعات؛ الاعتداءات على مجتمع المتغيرين جنسياً والتي تهدف إلى محو هويات جندرية لا تلتزم بمعيارية المغايرة (نظام التوقعات الاجتماعية الذي يعتبر أن الجنس المغاير والأدوار الجندرية التقليدية هم القاعدة الوحيدة المقبولة)؛ ومنع الوصول إلى الموارد الأساسية مثل التعليم، العمل أو الصحة للنساء وأفراد مجتمع الميم بهدف إبقائهم في حالة تبعية جزئية أو كاملة للأنظمة الأبوية.
الإرهاب الجندري لا يحدث فقط في أوضاع غير اعتيادية؛ بل هو حاضر أيضًا في الحياة اليومية، من خلال آليات تزرع شعورًا بالخوف والطاعة، بدءًا من التعليقات الجنسية أو التمييزية في الشوارع التي توضح للنساء مكانتهن العامة كمساحة للمراقبة والسيطرة، وصولاً إلى السياسات والقوانين التي تحد من حرية النساء وأجسادهن مثل حظر الإجهاض.
هدف الإرهاب الجندري هو القمع، العزل، ومنع مقاومة النظام الاجتماعي الأبوي. لذا فإن مقاومته ليست مجرد نضال من أجل الحرية الفردية، بل هي دعوة إلى تغيير اجتماعي جذري وزعزعة للنظام القائم الذي يكافئ الرجال عبر تكريس فجوات الأجور الجندرية، التي تُبقي الرجال في موقع السيطرة الاقتصادية على النساء، ومن خلال الأعراف الثقافية التي تُظهر الرجال كقادة طبيعيين في المجالين العام والخاص، مع دفع النساء إلى أدوار الخدمة والطاعة.