الأدوار الجندرية هي مجموع المعتقدات، التوقعات، والسلوكيات التي يقوم بأدائها الرجال والنساء في المجتمع. تتأثر هذه الأدوار بالبُنى الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية التي تشكّل السلوكيات والتوقعات والمعايير المتعلقة بالنساء والرجال في مختلف مجالات الحياة. تقليديًا، ترتبط النساء بأدوار الرعاية والعناية، مثل تربية الأطفال والأعمال المنزلية (المجالات الخاصة)، بينما يُربط الرجال بأدوار القوة والسلطة، مثل توفير المعاش للأسرة، الإدارة، والقيادة العسكرية (المجالات العامة). على سبيل المثال، غالبًا ما تُعتبر مهن مثل التعليم، العمل الاجتماعي، والتمريض "نسائية"، في حين تُعتبر مهن مثل الهندسة، الطب الطارئ/الجراحة، أو الأدوار القيادية العسكرية والسياسية "رجالية".
مع ذلك، خلال العقود الأخيرة، وبفضل النشاط الواسع للحركة النسوية في جميع أنحاء العالم، نشهد عمليات تغيير اجتماعي تتضمن مقاومة المؤسسات الذكورية وتعزيز الخطاب النسوي الذي يسعى لتحقيق العدالة الجندرية، المساواة في الفرص، والتشكيك في الأدوار الجندرية التقليدية. هذه التغيرات تتحدى التصورات التقليدية الثنائية لأدوار النساء والرجال، كما تؤثر على طريقة تربية البنات والأبناء.
في يومنا هذا، يمكن أن نرى عدداً أكبر من الرجال يشاركون بشكل فعال في تربية الأطفال وإدارة شؤون المنزل، إلى جانب نساء يقمن بأدوار قيادية في الصناعات التكنولوجية وفي الساحة العامة. تساهم هذه العمليات بتعزيز المرونة في تعريف أدوار الجندر، مما يتيح حرية أكبر للنساء والرجال لتأدية أدوار جديدة – يمكن للرجل أن يكون ممرضًا أو معلمًا في مدرسة ابتدائية، والمرأة يمكن أن تكون طيّارة أو محاضرة في الفيزياء.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب أنظمة التعليم التي تعمل على تعزيز العدالة الجندرية دورًا محوريًا في هذه التغييرات. على سبيل المثال، البرامج التعليمية التي تتحدى الصور النمطية الجندرية وتشجع التعليم المشترك تُعد مفتاحًا مهمًا لتغيير التصورات التقليدية. تظهر مثل هذه النماذج في البرامج التعليمية في الدول الإسكندنافية، حيث تُدمج ألعاب ومحتويات لا ترتبط بجندر معين، أو في إسرائيل، في مشاريع تشجع الفتيات على اختيار تخصصات علمية وتكنولوجية. وبالمقابل، في دول مثل الهند ودول إفريقية، تُطور مشاريع لتمكين النساء من خلال التعليم العالي، مما يشجعهن على اكتساب المهن والانخراط في سوق العمل.
تُثير هذه التغييرات انزعاج البعض من أصحاب الرؤى المحافظة الذين يسعون إلى تعزيز الأدوار الجندرية التقليدية – لا سيما الرجال الذين يرون في تآكل امتيازاتهم نوعًا من القمع، بدلاً من فهم هذه التغييرات كفرصة تمنحهم حرية وخيارات جديدة لهم ولأسرهم. حتى بعض النساء المحافظات، في كثير من الأحيان، يفضلن الحفاظ على الوضع القائم السائد الذي يكرّس دورهن كراعيات رئيسيات للأسرة والمنزل، إذ يعتقدن أن دور الرجل هو توفير الدعم المالي وحمايتهن.